العنوان...................؟
قرّر رجل غني أن يتصدق بعدد من خراف العيد بنيّة التّقرّب إلى الله، وهذا دون أن يعرف أحد أنه هو المتصدّق. وكان يضع علامات مميّزة على خرافه.. فأرسل خروفا سمينا مع أحد عُمّاله إلى إحدى القرى المجاورة، حيث تقطن عائلة كثيرة الأفراد، ومرّة بينما الرّجل الغني صاحب الغنم يتجول في السوق، وجد رجلا فقيرا يقف ومعه نفس الكبش الذي تصدّق به بالأمس للقرية المجاورة، فاستغرب وقال في نفسه : هذا الخروف من مزرعتي، وعاملي أعطاه له فكيف يبيعه؟! من المؤكّد أنّه ليس محتاجاً وعاملي أخطأ في العنوان. اقترب المحسن من الفقير وسأله : تبارك الرحمن، كبش سمين. هل ربّيته أم اشتريته من عند التجار؟
فابتسم الفقير قائلا: والله لا هذا ولا ذاك، الأمر أنّه بالأمس طرق على الباب أحد الرجال، فقال لي هذه صدقة من عند سيدي ولم يذكر اسم سيّده ومشي، وهذا الكبش كما ترى كبير جدّاً
ولي جار فقير لا حول ولا قوة له، لا يستطيع شراء كبش للعيد ولا لحم أو حتى دجاج، فجئت لأبيع هذا الكبش وأشتري بثمنه خروفين صغيرين، واحد لي والثاني لجاري، لأنّني لا أستطيع تمضية العيد وأنا أفكر في أولاد جاري المحرومين من فرحة العيد، وأنا أتنعّم لوحدي مع أولادي. فبكي الغني وقال : هنيئا لك قول ربنا : "لن تنالوا البر حتى تنفقوا ممّا تحبون" آل عمران، فأنت تنفق وأنت في أشدّ الاحتياج. وصدق الرسول العظيم لما قال (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحبُّ لِنَفْسِهِ). رواه البخاري ومسلم
"الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"
هذا هو الإسلام حقا، أن تشعر بجارك، وصدق نبينا العظيم محمد صلى اللَّه عليه وسلم لما قال "ليس منا من بات شبعان وجاره جائع". أيها الرجل، أنا سأشتري هذا الكبش الكبير منك، وأنت خذ واشتري بثمنه خروفين وافعل ما تشاء أيها الصادق المتصدق المتعفف، فأنت أحسن مني ومن أمثالي الأغنياء، لأن الأغنياء ينفقون من وسع وأنت تنفق من ضيق، ليتنا نتلمّس حال الفقراء، ولو أنّ كلَّ غني تلمّس حال جيرانه، ما كان هناك فقير واحد في بلادنا، ولو أخرج كل غني زكاة ماله، ما وجد فقير واحد في بلاد المسلمين
: الأسئلة
أعط عنوانا مناسبا للقصّة-
ما هو الفعل الذي قام به الرجل الفقير؟-








